كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

بسست. وقيل: هو رباعي من أبسست، إلا أن الذي يقتضيه الإعراب إذا كان ثلاثيًا أن يكون بفتح الياء وكسر الباء؛ لأنه ثلاثي مضاعف على ما ذكره ابن فارس (¬1)، ومعناه: يتحملون بأهليهم، أو يدعون الناس إلى بلاد الخصب، أو يسوقون. والبس: سوق الإبل، أقوال.
وقال ابن وهب: يزينون لهم البلاد يحببونها إليهم، ونحوه حديث مسلم "هلم إلى الرخاء" (¬2).
وقال الداودي: يزجرون الدواب إلى المدينة فيبسون ما يطئون من الأرض فيفتونه فيصير ترابًا من قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسًّا (5)} [الواقعة: 5] ويفتنون نيات من في المدينة بما يصفون لهم من رغد العيش في غيرها. وقال مالك: البس: السير، قال صاحب: "المطالع" عن أبي مروان بَس بِس بفتح الباء وكسرها، يقال في زجر الإبل: بس بكسر السين، منونًا وغير منون، وبإسكانها. وقال النووي: الصواب والذي عليه المحققون أن معناه: الإخبار عمن خرج من المدينة متحملًا بأهله باسًّا في سيره، مسرعًا إلى الرخاء في الأمصار التي أخبر بفتحها، وهو من أعلام نبوته (¬3). وقال الخطابي: البس: السير الرفيق (¬4). وفي "الواعي": وبس: زجر للحمار. وقال أبو عبيد: يقال في الزجر إذا سقت حمارًا أو غيره: بس بس، وهو من كلام أهل اليمن، وفيه لغتان: بسست وأبسست، فيكون على هذا يبسون بفتح الياء وضمها (¬5)، كما سلف.
¬__________
(¬1) "المجمل" 1/ 112.
(¬2) مسلم (1381).
(¬3) "مسلم بشرح النووي" 9/ 159.
(¬4) "غريب الحديث" 1/ 261.
(¬5) "غريب الحديث" 1/ 418.

الصفحة 547