كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

11 - باب كَرَاهِيَةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُعْرَى المَدِينَةُ
1887 - حَدَّثَنَا ابْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا الفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إِلَى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُعْرَى المَدِينَةُ، وَقَالَ: "يَا بَنِي سَلِمَةَ. أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؟! ". فَأَقَامُوا. [انظر: 655 - فتح: 4/ 99]
ذكر فيه حديث أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا إِلَى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تُعْرى المَدِينَةُ، وَقَالَ: "يَا بَنِي سَلِمَةَ. أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ؟! ". فَأَقَامُوا.
وقد سلف في الصلاة (¬1).
وإنما أراد أن لا تعرى المدينة وأن تعمر؛ ليعظم المسلمون في أعين المنافقين والمشركين إرهابًا وغلظًا عليهم.
وقوله: "ألا تحتسبون آثاركم" يعني في الخُطى إلى المسجد، ولذلك قال أبو هريرة: إن أعظمكم أجرًا أبعدكم دارًا، قيل: لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطى (¬2)، وهذا لا يكون إلا توقيفا.
وقد ترجم له في الصلاة باب: احتساب الآثار (¬3).
¬__________
(¬1) برقم (655).
(¬2) رواه مالك في "الموطأ" ص 46، وقال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 201: هكذا هذا الحديث موقوف في الموطأ لم يتجاوز به أبا هريرة ولم يختلف على مالك في ذلك.
(¬3) سلف برقم (655 - 656) كتاب: الأذان.

الصفحة 568