هذا الموضع كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ارتعوا في رياض الجنة" يعني: حلق الذكر والعلم (¬1)، لما كانت مؤدية إلى الجنة، ويكون معناه التحريض على
¬__________
(¬1) روي من حديث أبي هريرة وابن عمر وأنس وجابر بن عبد الله وابن عباس.
أما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي (3509) من طريق حميد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قلت: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: "المساجد .. " الحديث.
والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (1150، 2710) وقال: ضعيف.
وأما حديث ابن عمر فرواه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 354، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/ 93 (38) بلفظ: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا"، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: "حلق الذكر".
قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن
عبد الله بن عامر. والحديث أورده النووي في "الأذكار" (4) عن ابن عمر بريادة: "فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم".
قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 21: لم أجده من حديث ابن عمر ولا بعضه لا في الكتب المشهورة ولا الأجزاء المنثورة! وانظر: "الضعيفة" 3/ 291.
وأما حديث أنس فرواه الترمذي (3510)، وأحمد 3/ 150، وأبو يعلى 6/ 155 (3432)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 252، وابن عدي في "الكامل" 7/ 311 - 312، والبيهقي في "الشعب" 1/ 398 (529)، والحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 23 من طريق محمد بن ثابت البناني عن أبيه، عن أنس مرفوعًا: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة، قال: "حلق الذكر".
قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس، وقال في "العلل الكبير" 2/ 797: سألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرف شيئًا، وقال: لمحمد بن ثابت عجائب.
وقال الحافظ في "النتائج": حديث غريب.
وتابع محمد بن ثابت زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري، رواه البزار كما في "كشف الأستار" (3063)، والطبراني في "الدعاء" 3/ 1643 - 1644 (1890)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 268، والخطيب في "الفقيه" (39)، والحافظ في "النتائج" 1/ 24 وقال: غريب من هذا الوجه، وهي متابعة جيدة. =