كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 12)

أصابه من العقر في بدنه، فسمعت به إبله فحسبته يحدو بها، فاجتمعت إليه، فقيل لكل من رفع (عقيرته) (¬1) بالغناء: قد رفع عقيرته (¬2). وفي "المحكم": عقيرة الرجل: صوته إذا غنى أو قرأ أو بكى (¬3). ومعنى (وعك): حُمّ. قال ابن سيده: رجل وعك ووعك: موعوك، وهذِه الصيغة على توهم فَعِل كألم، أو على النسب كطعم، والوعك: الألم يجده الإنسان من شدة التعب (¬4). وفي "الجامع": وعك: إذا أخذته الحمى، وأخذته وعكة يراد ذلك، والواعك الشديد من الحمى، وقد وعكته الحمى تعكهُ إذا دكته، وفي "المجمل": الوعك: الحمى. وقيل: نغث الحمى (¬5).
والإذخر والجليل: نبتان بمكة. وقال بعضهم: شجرتان، وأنكر عليه، وإنما هما نبتان. وشامة وطفيل: جبلان بها.
وقال الفاكهاني: بينهما وبين مكة نحو ثلاثين ميلًا.
قال الخطابي: وكنت مرة أحسبهما جبلين حتى أنبئت أنهما عينان (¬6)، والجليل - بجيم مفتوحة ثم لام مكسورة ثم مثناة تحت ثم لام، واحدته جليلة (¬7). قال أبو نصر: أهل الحجاز يسمون الشام: الجليل، وهو شجر ضعيف.
¬__________
(¬1) كذا في الأصل، والسياق يقتضي: صوته.
(¬2) "تهذيب اللغة" 3/ 2515،
(¬3) "المحكم" 1/ 105.
(¬4) "المحكم" 1/ 201.
(¬5) "المجمل" 4/ 930.
(¬6) "أعلام الحديث" 2/ 938.
(¬7) ورد بهامش الأصل: كلام الفاكهاني في "المطالع" وكذلك النقل عن الخطابي غير أنه قال: كنت (...) وفيه زيادة، وقال جبلان يشرفان على مجنة على بريد من مكة، وقال أبو عمر: وقيل أحدهما بجدة انتهى ويأتي باقي كلام المصنف (...).

الصفحة 583