كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 12)

قلت: ورويناه في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا، قال: حَدَّثنا عيسى بن عَبد الله النهمي أخبرني فهر بن زياد الأسدي، عَن موسى بن وردان، عَن الكلبي وليس بصاحب التفسير، عَن الحسن، عَن أنس بن مالك، قال: كان رجل من أصحاب رسول الله
صَلى الله عَلَيه وسَلم، يُكنى أَبا معلق، وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره، وكان له نسك وورع فخرج مرة فلقيه لص متقنع في السلاح فقال ضع متاعك فإني قاتلك قال شأنك بالمال قال لست أريد إلا دمك قال فذرني أصل قال صل ما بدا لك فتوضأ ثم صلى فكان من دعائه يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما يريد أسألك بعزتك التي لا ترام وملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص يا مغيث أغثني قالها ثلاثا فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذنى فرسه فطعن اللص فقتله ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت فقد أغاثني الله بك قال إني ملك من أهل السماء الرابعة لما دعوت سمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت ثانيا فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت ثالثا فقيل دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله ثم قال أبشر وأعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.

الصفحة 616