كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 12)
قلت: وكانت عائشة أشارت الى الحديث الذي أَخرجه الفاكهي في كتاب مكة، عَن يحيى بن جعفر، عَن علي بن عاصم، عَن عوف بن أبي جميلة، عَن أبي القموص قال شرب أَبو بكر الخمر في الجاهلية فأنشأ يقول فذكر الأبيات فبلغ ذلك رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر، وكان مع أبي بكر فلما نظر الى وجهه محمرا قال نعوذ بالله من غضب رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم والله لا يلج لنا رأسا أبدا فكان أول من حرمها على نفسه.
واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال شرب أَبو بكر الخمر قبل أن تحرم ورثى قتلى بدر من المشركين وأما ما أخرج البزار، عَن أبي كريب وجنادة، عَن يونس بن بكير، عَن مطر بن ميمون، حَدَّثنا أنس بن مالك قال كنت ساقي القوم وفيهم رجل يُقَالُ لَهُ: أَبو بكر من بني كنانة فلما شرب قال:
تحيى أم بكر بالسلام ... وهل لي بعد قومك من سلام
يحدثنا الرسول بأن سنحيى ... وكيف حياة أصداء وهام.