كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 12)

وَقد رَوَى أيضًا، عَن أبي البداح أَبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابنه عبد الملك وغير واحد وأرخ جماعة وفاته سنة سبع عشرة ومِئَة.
وقال الوَاقِدِيُّ: مات سنة عشر ومِئَة وله أربع وثمانون سنة فعلى هذا يكون مولده سنة ست وعشرين بعد النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم بخمس عشرة سنة وهذا كله يدفع أن يكون له صُحبَةٌ ويدفع قول ابن مَنْدَه أدرك النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وقد رَوى ابن عاصم هذا، عَن أَبيه وحديثه عنه في السُّنَن روى عنه ابنه عاصم وغيره.
وقال ابنُ سَعْد، عَن الواقدي أَبو البداح لقب وكنيته أَبو عَمرو قال، وكان ثقة قليل الحديث.
قال ابن فَتْحُون: قول أبي عمر توفي، عَن سبيعة وهم إنما كان أَبو البداح زوجا لجمل بنت يسار أخت معقل بن يسار.
قلت: فذكر القصة المتقدمة لأبي البداح في القسم الأول وهو غير هذا قطعا فالتبس عليه كما التبس على غيره والذي يظهر من قول من ذكر أن له صُحبَةٌ ينطبق على أبي البداح الذي قيل له إنه كان زوج أخت معقل بن يسار فلعله الذي قيل له إنه مات في العصر النبوي وخلف زوجته حاملا لكن المعروف أن اسم زوج سبيعة إنما هو سعد بن خولة وهو الذي ثبت في الصحيح أنه كان زوج سبيعة فتوفي عنها وهي حامل والله سبحانه وتعالى أعلم.

الصفحة 79