كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 12)
[شخوص عليّ بن عيسى إلن حرب المأمون] (١)
وفيها شخص عليّ بن عيسى إلى الرّيَ إلى حرب المأمون.
* ذكر الخبر عن شخوصه إليها وما كان من أمره في شخوصه ذلك: ذكر الفضل بن إسحاق، أن عليّ بن عيسى شخص من مدينة السلام عشيّة الجمعة لخمس عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين ومائة، شخص عشيّة تلك فيما بين صلاة الجمعة إلى صلاة العصر إلى معسكره بنهر بين، فأقام فيه في زُهاء أربعين ألفًا، وحمل معه قيد فضة ليقيّد به المأمون بزعمه، وشخص معه محمد الأمين إلى النهروان يوم الأحد لستٍّ بقين من جمادى الآخرة، فعرض بها الذين ضُمّوا إلى عليّ بن عيسى، ثم أقام بقية يومه ذلك بالنَّهروان، ثم انصرف إلى مدينة السلام. وأقام عليّ بن عيسى بالنهروان ثلاثة أيام، ثم شخص إلى ما وُجِّه له مسرعًا حتى نزل همَذَان، فولّى عليها عبد الله بن حميد بن قَحطبة. وقد كان محمد كتب إلى عصمة بن حَمّاد بالانصراف في خاصة أصحابه وضمّ بقية العسكر وما فيه من الأموال وغير ذلك إلى عليّ بن عيسى، وكتب إلى أبي دلف القاسم بن عيسى بالانضمام إليه فيمن معه من أصحابه، [ووجّه] معه هلال بن عبد الله الحضرمّي، وأمر له بالفَرْض، ثم عقد لعبد الرحمن بن جبلة الأبناويّ على الدّينَور، وأمره بالسير في بقية أصحابه، ووجّه معه ألفي درهم حملت إليه قبل ذلك، ثم شخص عليّ بن عيسى من هَمَذان يريد الرّيّ قبل ورود عبد الرحمن عليه، فسار حتى بلغ الرّيّ على تعبئة، فلقيه طاهر بن الحسين وهو في أقل من أربعة آلاف - وقيل كان في ثلاثة آلاف وثمانمائة - وخرج من عسكر طاهر ثلاثة أنفس إلى عليّ بن عيسى يتقرّبون إليه بذلك، فسألهم: مَنْ هم؟ ومِن أيّ البلدان هم؟ فأخبره أحدهم أنه كان من جند عيسى أبيه الذي قتله رافع. قال: فأنت من جندي! فأمر به فضُرب مائتي سوط، واستخفّ بالرجلين. وانتهى الخبر إلى
---------------
(١) وكذلك أرّخ خليفة لهذا الشخوص فقال ضمن حديثه عن وقائع سنة (١٩٥ هـ) وفيها وجّه المخلوع علي بن عيسى بن ماهان إلى خراسان (تأريخ خليفة/ ٣٠٩).
وانظر تعليقنا في آخر الخبر (٨/ ٣٩٤/ ٣٧).
(٨/ ٣٩٤) هذا الخبر الطويل فيه بعض نكارة ولبعضه الآخر ما يشهد له.
الصفحة 36
522