كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 12)

وللستير روايتان، إحداهما كسر السين وتشديد التاء مكسورة، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ««إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ» (¬١).
والثانية: فتح السين وكسر التاء مخففة (¬٢).
قال البيهقي: الستير يعني أنه ساتر على عباده كثيرًا ولا يفضحهم في المشاهد، وكذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم، واجتناب ما يشينهم، والله أعلم (¬٣).
وقال ابن الأثير: ستير فعيل بمعنى فاعل، أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون (¬٤)، قال ابن القيم - رحمه الله -:
وَهُوَ الحَيِيُّ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ ... عِنْدَ التَّجاهُرِ مِنْهُ بِالعِصْيَانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ ... فَهُوَ السِّتِّيرُ وَصَاحِبُ الغُفرَانِ
وقال المناوي: ستير بالكسر والتشديد، أي تارك لحب القبائح، ساتر للعيوب والفضائح، فعيل بمعنى فاعل (¬٥).
---------------
(¬١) سبق تخريجه.
(¬٢) انظر: حاشية سنن أبي داود (٤/ ٣٠٢)، ومختصر السنن (٦/ ١٥)، للحافظ المنذري بتحقيق أحمد شاكر ومحمد الفقي - رحمهما الله -.
(¬٣) الأسماء والصفات (ص ١٤٨).
(¬٤) البداية والنهاية (٢/ ٣٤١).
(¬٥) فيض القدير (٢/ ٢٢٨).

الصفحة 494