كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 12)

بمقدمه، فخرج النساء والصبيان يقابلن الجيش بحفاوة بالغة، روى البخاري في صحيحه من حديث السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك (¬١) (¬٢).
وكان خروجه إلى تبوك في رجب وعودته إلى المدينة في رمضان ضحى، «وقال بعضهم: إن قلنا أن عودته - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فهذا يقتضي خروجه - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في الخميس الثاني من شهر رجب وذلك الخميس يوافق الخامس والعشرين من شهر أكتوبر، وهو من الأيام المعتدلة القريبة من البرد ولاسيما في الصباح والمساء وتأتي بعد جذاذ التمر بزمان، بينما الخروج إلى تبوك كان في شدة الحر وفي أيام جذاذ التمر، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان موجودًا في المدينة في شهر شعبان من هذه السنة حين توفيت ابنته أم كلثوم، فالصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - رجع إلى المدينة في شهر رجب، وكان خروجه قبل ذلك بخمسين يومًا أي في شهر جمادى الأولى» (¬٣).
وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضُحى، وكان
---------------
(¬١) وبذلك تكون مدة إقامة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تبوك عشرين ليلة، فيكون غاب عن المدينة أكثر من شهر لأنه خرج من المدينة في رجب ورجع في رمضان.
(¬٢) صحيح البخاري برقم (٤٤٢٦).
(¬٣) الرحيق المختوم للمباركفوري (ص ٣٧٣).

الصفحة 539