كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 12)

ومما يدل على علمه وفقهه أن عمر - رضي الله عنه - رجع لحديثه في سرع ولم يدخل الشام من أجل الطاعون، عندما أخبره بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي خفي على جمع من الصحابة، وهو في الصحيحين (¬١).
ورجع إليه كذلك عمر في أخذ الجزية من المجوس، وهو في البخاري (¬٢)، وقال عنه عمر: عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين.
قال طلحة بن عبد الله بن عوف: كان أهل المدينة عيالًا على عبد الرحمن بن عوف، ثلث يقرضهم، وثلث يقضي دينهم، ويصل ثلثًا.
قال إبراهيم بن عبد الرحمن: غُشي على عبد الرحمن بن عوف في وجعه حتى ظنوا أنه قد فاضت نفسه، حتى قاموا من عنده وجللوه، فأفاق يكبر، فكبر أهل البيت، ثم قال لهم: غُشي علي آنفًا؟ قالوا: نعم، قال: صدقتم! انطلق بي في غشيتي رجلان أجد فيهما شدة وفظاظة، فقالا: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فانطلقا بي حتى لقيا رجلًا، قال: أين تذهبان بهذا؟ قالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، فقال: ارجعا فإنه من الذين كتب لهم السعادة والمغفرة وهم في بطون أمهاتهم، وإنه
---------------
(¬١) صحيح البخاري برقم (٦٩٧٣)، وصحيح مسلم برقم (٢٢١٩).
(¬٢) صحيح البخاري برقم (٣١٥٦).

الصفحة 559