كتاب الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (اسم الجزء: 12)

وسعد وسعيد وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، كانوا أمامه في القتال وخلفه في الصلاة. وكان عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، فروى الإمام أحمد في مسنده من حديث رياح بن الحارث: أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره، فجاءه رجل يُدعى سعيد بن زيد، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير، فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب، فقال: من يسب هذا يا مغيرة؟ قال: يسب علي بن أبي طالب، قال: يا مُغير بن شُعب يا مُغير بن شعب - ثلاثًا، ألا أسمع أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسبون عندك لا تنكر ولا تغير، فأنا أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمعت أُذناي ووعاه قلبي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإني لم أكن أروي عنه كذبًا يسألني عنه إذا لقيته، أنه قال: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ»، لو شئت أن أُسميه لسميته، قال: فضج أهل المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول الله! من التاسع؟ قال: ناشدتموني بالله، والله عظيم، أنا تاسع المؤمنين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - العاشر، ثم أتبع ذلك يمينًا قال: والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عُمُر نوح - عليه السلام - (¬١).
---------------
(¬١) (٣/ ١٧٣ - ١٧٥) برقم (١٦٢٩)، وقال محققوه: إسناده صحيح .. وروي الحديث بلفظ فيه شيء من الاختلاف عن سابقه وبإضافة: أبو عبيدة بن الجراح في الجنة، وبدون ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة.

الصفحة 564