كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} 1 وقال: "اجعلوها في ركوعكم"، وقال: "أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء"، فيجعل التعظيم في الركوع أخص منه بالسجود، وقوله: (لا إله إلا الله والله أكبر) ففي الإلهية محامده، وفي الكبرياء إثبات عظمته؛ فإن الكبرياء تتضمن العظمة لكن الكبرياء أكمل، وهي كالرداء ومعلوم أن الرداء أشرف، فلما كان التكبير أبلغ صرح بلفظه، وفي "سبحان الله" التصريح بالتنْزيه من السوء المتضمن للتعظيم، فصار كل واحدة متضمنة معنى أخريين إذا أفردتا، وعند الاقتران تعطى كل كلمة خاصتها؟ وكذلك الدعاء باسم الرب أو باسم الله أو لوصف حال السائل، أو حال المسؤول لكل نوع منها خاصة.
(117) قال رحمه الله بعد ما ذكر آيات احتج بها الجبرية وآيات احتج بها القدرية:
وكل من الطائفتين تتناول نصوص الأخرى بتأويلات فاسدة، وتضم إلى النصوص التي احتجت بها أمورا لا تدل عليها، وأما الصحابة والتابعون لهم بإحسان وأئمة المسلمين فآمنوا بالكتاب كله، ولم يحرفوا شيئا من النصوص. وقوله: "إن الله جميل يحب الجمال" 2 أي: يجب أن يتجمل له العبد، كقوله: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} 3، ويكره أن يصلي عريانا، أو المرأة مكشوفة الرأس، ولو تزين لمعصية لم يحب ذلك. والمؤمن يظهر نور الإيمان على وجهه، ويكسى محبة ومهابة، والمنافق عكسه، وأما الصورة المجردة مشتهاة كالنساء أو لا فقد صح "أن الله لا ينظر إلى صوركم" 4 إلخ. وقوله: "إن الله جميل" إلخ قاله جوابا بالتساؤل في
__________
1 سورة الواقعة آية: 74.
2 مسلم: الإيمان (91) , والترمذي: البر والصلة (1998 ,1999) , وأبو داود: اللباس (4091) , وابن ماجه: المقدمة (59) والزهد (4173) , وأحمد (1/399 ,1/412 ,1/416 ,1/451) .
3 سورة الأعراف آية: 31.
4 مسلم: البر والصلة والآداب (2564) .
الصفحة 121
209