كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

وأهل النار، قال تعالى في الجنة: {أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} 1. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر منازل عالية في الجنة قيل: "يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. فقال: بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" 2. وقال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} 3 الآيتين.
وقال: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا} الآيتين. ثم ذكر آيات كثيرة. ثم قال: وذلك أن المقصود الذي خلق له الخلق عبادة الله وحده، والطريق إلى ذلك هم رسل الله؛ فبالإيمان بالله ورسله يتم المقصود والوسيلة، وبدون أحدهما لا يحصل ذلك. فمن لم يهتد بنور الرسالة، واكتفى برأيه ورأي من جنسه، فإنه في الشبهات والضلالات والتفرق والاختلاف الذي لا يحيط به إلا الله، كما تجده في الخارجين عن حقيقة الرسالة من الكفار والمسلمين، وهم الذين تفرقوا على الأنبياء كما قال: "إنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم" 4، وقال الله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} 5 الآية، وقال: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} 6 الآية، وقال: {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} 7، وقال:
__________
1 سورة الحديد آية: 21.
2 البخاري: بدء الخلق (3256) , ومسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2831) .
3 سورة الأعراف آية: 35.
4 البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) , ومسلم: الحج (1337) , والترمذي: العلم (2679) , والنسائي: مناسك الحج (2619) , وابن ماجه: المقدمة (2) , وأحمد (2/247 ,2/258 ,2/313 ,2/428 ,2/447 ,2/467 ,2/482 ,2/495 ,2/508 ,2/517) .
5 سورة البقرة آية: 176.
6 سورة البقرة آية: 213.
7 سورة البقرة آية: 253.

الصفحة 150