كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)
وبشارة عيسى ورؤيا أمي" 1 إلخ ...
وقوله منجدل أي: مطروح على وجه الأرض، وهذا العلم والكتاب هو الذي ينكره القدرية الذين كفرهم الأئمة 2، وقد بينه الكتاب والسنة، وأجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن السؤل الوارد عليه، وهو ترك العمل لأجله.
(30) لكل شيء أربع مراتب:
وجود في الأعيان، ووجود في الأذهان، ووجود في اللسان، ووجود في البنان، ولهذا أول ما نزل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} 3 إلخ.
فذكر الجميع بوجودها العيني عموما، ثم خصوصا، ثم قال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} 4 إلخ.
فخص التعليم للإنسان بعد تعميم التعليم بالقلم وهو الخط، وهو مستلزم التعليم للفظ؛ فإن الخط يطابق، وتعليم اللفظ هو البيان، وهو مستلزم لتعليم العلم، لأن العبارة تطابق المعنى، فصار تعليمه بالقلم مستلزما للمراتب الثلاث الرسمي واللفظي والعلم، بخلاف ما لو أطلق التعليم وذكر تعليم العلم فقط لم يكن مستوعبا للمراتب.
(31) اعلم أن المذهب إذا كان باطلا في نفسه لم يمكن الناقل أن ينقله على وجه متصور تصورا حقيقيا
فإن هذا لا يكون إلا للحق، فأما القول الباطل فبيانه يظهر فساده، حتى يقال: كيف اشتبه على أحد؟ ويتعجب من اعتقاده، ولا ينبغي للإنسان أن يتعجب، فما من شيء يتخيل من أنواع الباطل إلا وذهب إليه فريق، ولهذا وصف الله أهل الباطل بأنهم أموات، وأنهم صم بكم، وأنهم في قول مختلف، وأنهم لا يعقلون.
__________
1 أحمد (4/128) .
2 كمالك وأحمد والشافعي حتى قال الشافعي: (ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن جحدوا كفروا) .
3 سورة العلق آية: 1.
4 سورة العلق آية: 3.
الصفحة 26
209