كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

مخلوقاته، وقد فطر الله على ذلك العجايز والصبيان، كما فطرهم على الإقرار بالخالق، قال صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" 1 إلخ. هذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب، أي: أن الله فطرهم على الحق، والرسل بعثوا بتكميل الفطرة، وتقديرها، وأعداؤهم يريدون تغييرها، ويوردون شبهات لا يفهمها كثير من الناس.
(43) ليس لأحد أن يتبع عورات العلماء،
ولا له أن يتكلم فيهم؛ فمن عدل عن الحجة إلى الظن والهوى فهو ظالم، وكذلك كل من آذى المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا. ومن عظم حرمات الله، وأحسن إلى عباد الله، فهو من أولياء الله.
(44) الذين استحلوا الدرهم بدرهمين يدا بيد، أجل قدرا ممن استحل النبيذ
فهؤلاء فهموا من الربا نوعا، وهؤلاء فهموا من الخمر نوعا، وهكذا من فهم من الميسر نوعا، وشمول الميسر لأنواعه كشمول الربا والخمر لأنواعهما.
(45) رجح رحمه الله فعل ذوات الأسباب في أوقات النهي.
الأمر بتحية المسجد عام، ونهيه عن الصلاة فيه عموم، لكن رأيناه نهى عن الصلاة عند الخطبة وهو متفق عليه، وهذا أشد من النهي في الأوقات، فأمره بعد أن قعد أن يقوم ويركع ركعتين ثم بين العموم بقوله: "إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما" 2 والمنازع من أصحاب 3 يوافق عليهما، ولكن أصحاب أبي حنيفة ومالك طردوا قولهم فمنعوهما
__________
1 البخاري: الجنائز (1385) , ومسلم: القدر (2658 ,2659) , والترمذي: القدر (2138) , والنسائي: الجنائز (1949 ,1950) , وأبو داود: السنة (4714) , وأحمد (2/233 ,2/244 ,2/253 ,2/259 ,2/268 ,2/275 ,2/282 ,2/315 ,2/346 ,2/393 ,2/410 ,2/464 ,2/471 ,2/481 ,2/518) , ومالك: الجنائز (569) .
2 البخاري: الجمعة (1170) , ومسلم: الجمعة (875) , والنسائي: الجمعة (1395) , وأبو داود: الصلاة (1116) , وأحمد (3/297 ,3/316) , والدارمي: الصلاة (1551 ,1555) .
3 لعله من أصحاب أحمد.

الصفحة 31