كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

وإجابة الدعاء وغير ذلك. ومنها جهالة الناس بدين المرسلين، وانتشار زرع الجاهلية. ومنها مسارعة الطبع إلى الانحلال من ربقة الاتباع، لأن النفس فيها نوع من الكبر فتحب أن تخرج من العبودية بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان: ما ترك أحد سنة إلا تكبر في نفسه.
(97) العيد يكون اسما لنفس المكان، ولنفس الزمان، ولنفس الاجتماع:
وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء: أما الزمان فثلاثة أنواع، ويدخل فيها بدع أعياد المكان والأفعال:
أحدها: يوم لم تعظمه الشريعة أصلا، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه، مثل ليلة الرغايب. الثاني: ما جرى فيه حادثة كيوم الغدير، ولم يكن في السلف لا أهل البيت ولا غيرهم من يعظمه، إذ الأعياد من الشرائع فيجب فيها الاتباع. وكذلك ما أحدث في المولد إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ويصحب هذه الأعمال من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها كما في الحديث: "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم" 1. ومن الأعمال ما فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية كحال المنافقين والفاسقين، وهذا قد ابتلي به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة؛ فعليك هنا بأدبين: أحدهما: الحرص على التمسك بالسنة في خاصتك ومن أطاعك، واعرف المعروف، وأنكر المنكر. الثاني: الدعوة إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو
__________
1 ابن ماجه: المساجد والجماعات (741) .

الصفحة 88