كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)
تَزْعُمُونَ 1 إلى قوله {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} 2 وقوله: {أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} 3 وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} 4 وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} 5 الآية. قال أبو قلابة: هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيمة، وكل من كان أقرب إلى الشرك كان أقرب إلى الكذب، كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركا.
(100) الاستدلال بكون الشيء بدعة على كراهته قاعدة عظيمة عامة،
وتمامها بالجواب عما يعارضها؛ فإن من الناس من يقول البدع تنقسم إلى قسمين لقول عمر: "نعمت البدعة" وبأشياء أحدثت بعده صلى الله عليه وسلم وليست مكروهة للأدلة من الإجماع والقياس، وربما ضم إلى ذلك من لم يحكم أصول العلم ما عليه كثير من الناس من العادة، بمنْزلة من إذا قيل لهم {تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} 6؛ وما أكثر ما قد يحتج به من يتميز من المنتسبين إلى علم أو عبادة بحجج ليست من أصول العلم. وقد يبدي ذو العلم له مستندا من الأدلة الشرعية والله يعلم أن قوله لها وعلمه بها ليس مستندا إلى ذلك، وإنما يذكرها دفعا لمن يناظره، والمجادلة المحمودة إنما هي إبداء المدارك التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأما إظهار غير ذلك فنوع من النفاق في العلم والعمل؛ وهذه
__________
1 سورة القصص آية: 62.
2 سورة الأنعام آية: 24.
3 سورة الصافات آية: 86.
4 سورة الزمر آية: 3.
5 سورة الأعراف آية: 152.
6 سورة المائدة آية: 104.
الصفحة 92
209