كتاب مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)
الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل عليها. وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع وحضور القلب ما لا يجدونه في المساجد. وآخرون يحجون إلى القبور. وطائفة صنفوا كتبا وسموها مناسك حج المشاهد. وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ، وإن لم يسموه منسكا وحجا فالمعنى واحد. وبعض الشيوخ المشهورين بالزهد والصلاح صنف كتاب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في المنام. وذكر في مناقب هذا الشيخ أنه حج مرة، وكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم منتهى قصده، ثم رجع ولم يذهب إلى الكعبة، وجعل هذا من مناقبه. وبسبب الخروج عن الشريعة، صار بعض الشيوخ ممن يقصده القضاة والعلماء قيل عنه إنه كان يقول: البيوت المحجوجة ثلاثة: مكة، وبيت المقدس، والبلد الذي بالهند الذي للمشركين، لأنه يعتقد أن دين اليهود والنصارى حق، وجاء بعض إخواننا العارفين قبل أن يعرف حقيقته، فقال له: أريد أن أسلك على يدك، فقال له: على دين اليهود أو النصارى أو المسلمين؟ فقال له: واليهود والنصارى أليسوا كفارا؟ قال: لا تشدد عليهم، ولكن الإسلام أفضل. ومن الناس من يجعل مقبرة الشيخ كعرفات، يسافرون إليها وقت الموسم، فيعرفون بها، كما يفعل بالمغرب والمشرق.
وهؤلاء وأمثالهم صلاتهم ونسكهم لغير الله، فليسوا على ملة إبراهيم. والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته موجود في كلام بعض الناس، مثل يحيى الصرصري ومحمد بن النعمان، وهؤلاء لهم صلاح لكن ليسوا من أهل العلم، بل جروا على عادة كعادة من يستغيث بشيخه في الشدائد ويدعوه. وكان بعض الشيوخ الذين أعرفهم وله فضل وعلم وزهد، إذا نزل به أمر خطا إلى جهة الشيخ عبد القادر خطوات واستغاث به؛ وهذا يفعله كثير من الناس.
الصفحة 98
209