كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 100 """"""
وفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة خرج منير والي دمشق على العزيز بالله ، وقتل ابن أبي العواد الكاتب ولحقه بشارة الإخشيدي فسار نزال والي الرملة إلى دمشق ، فحاربه منير ، فهزمه نزال ، وكانت الوقعة بمرج عذارء في تاسع شهر رمضان وهرب منير يريد حلب ، فأخذه العرب وأحضروه إلى دمشق لنزال ، فوجدوا منجوكتين قد وصل إليها فأخذ منيراً وحرسه على جمل وإلى جانبه قرد وعليه طرطور .
وأقام منجوتكين بدمشق بقية سنة إحدى وثمانين . وأمده العزيز في سنة اثنتين وثمانين بخمسمائة فارس وخزانة وسلاح صحبة صالح بن علي وجيلين التركي ، فاشتمل عسكر منجوتكين على ثلاثة عشر ألف فارس فطمع في ملك حلب وخرج إليها في ثلاثين ألف فارس ونازلها ، وفتحها في شهر ربيع الآخر ، وبقيت القلعة بيد أبي الفضل بن سعيد الدولة بن حمدان ولؤلؤ ، فكاتبا بسيل ملك الروم ، فكتب لصاحب أنطاكية ، وهو من قبله ، بأن يجمع العساكر ويتوجه إلى حلب لنصرة صاحبها ، ودفع المغاربة عنها ، فسار إليها في خمسين ألف راجل .
وقال المسبّحي : كان عسكر الروم سبعين ألفاً وعسكر منجوتكين خمس وثلاثين ألفاً .
فنزل الروم على الجسر الحديد بين أنطاكية وحلب ، فأشار أصحاب منجوتكين عليه