كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 101 """"""
بقصد الروم ، فتوجه نحوهم وانضم إليه جماعة من بني كلاب ، فالتقوا فانكسرت عساكر الروم ، وغنم منجوتكين ومن معه من الغنائم الجزيلة ، وجمع رؤوس الروم مقدار عشرة آلاف رأس فسيرها إلى مصر .
وتبع منجوتكين الروم إلى أنطاكية ، وأحرق ضياعاً ، ونهب رساتيقها ، ورجع إلى حلب . فعمل لؤلؤ مقدم حلب على رجوع منجوتكين عن بلده ، فكاتب أبا الحسين بن المغربي وزير منجوتكين وخواصه أن يحسنوا له الرجوع إلى دمشق والعود إلى حلب في العام المقبل ، ووعدهم على ذلك بالأموال الجزيلة ، فذكروا ذلك لمنجوتكين فصادف هذا الرأي موقعاً لسوقه إلى دمشق ، فرجع عن حلب .
ولما بلغ العزيز رجوعه عنها انزعج لذلك وعلم أنه تدبير وزيره ابن المغربي ، فعزله عن وزارة منجوتكين ، وولي صالح بن علي الروزباري .
وفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ظهر من الجراد والكمأة على جبل المقطم بمصر ما لم يعهد بمثله ، فخرج الناس إليه وجعلوا يدخلون القاهرة ومصر كل يوم ، فبيع الجراد أربعة أرطال بدرهم ، والكمأة سبعة أرطال بدرهم . وفيها في يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة احترقت صناعة الإنشاء بمصر بما فيها من المراكب الحربية وآلات السلاح وغير ذلك ، فاتّهم الأمراء بذلك ، فقتل منهم مائة وسبعة نفر ، ثم أحضر عيسى بن نسطورس من بقي من الروم فاعترفوا بذلك ، فأمر العزيز بالله أن تنهب كنيسة الروم فنهبت وأخذ منها ما ينيف عن تسعين ألف درهم
؟
ذكر وفاة العزيز بالله وشيء من أخباره وأخبار وزيره يعقوب بن كلس ومن ولي بعده
.
كانت وفاة العزيز بالله بعد الظهر من يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة بمدينة بلبيس في مسلخ الحمام بعلتي القولنج والحصاة .