كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 104 """"""
ولما مات أمر العزيز أن يدفن في داره في قبة كان بناها لنفسه ، وحضر جنازته وصلى عليه ، وألحده في قبره .
وبلغ قيمة الكفن الذي أنفذه العزيز له ، وهو خمسون مثقلة سبعة آلاف دينار . وانصرف من دفنه ، وأظهر الحزن وأغلق الدواوين ثمانية عشر يوماً ، وعطل الأعمال أياماً ، واشتملت تركته على مال عظيم . ولم يستوزر العزيز بعده أحداً بل ضمن أموال الدولة بجماعة من المستخدمين وجعل الغالب عليهم عيسى بن نسطورس النصراني ، فمال إلى النصارى وقلدهم الأعمال . واستناب بالشام منشّا ين إبراهيم اليهودي فقدم اليهود ومال إليهم ، ، وأطرح المسلمين ، فوقفت للعزيز امرأة بيدها قصة مكتوب فيها : يا أمير المؤمنين بالذي أعز النصارى بابن نسطورس وأعز اليهود بمنشّا بن إبراهيم ، وأذل المسلمين بك إلا ما نظرت في أمري وكشفت ظلامتي فقبض على عيسى ، وكتب بالقبض على منشّا بالشام ثم شفعت ست الملوك ابنة العزيز في عيسى فرده إلى ما كان عليه ، وحمل الخزانة ثلاثمائة ألف دينار ، وشرط عليه استخدام المسلمين في دولته وأعماله .
قضاته : أبو طالب محمد بن أحمد البغدادي إلى أن استعفى ، ثم علي بن النعمان إلى أن توفى في شهر رجب سنة أربع وسبعين ، فرد القضاء إلى أخيه أبي عبد الله محمد بن النعمان .
حجابه : الأمير منجوتكين 50 القائد ياروخ .
ولما مات العزيز قام بالأمر بعده ولده أبوعلي المنصور .
؟
ذكر بيعة الحاكم بأمر الله
وهو أبوعلي المنصور بن العزيز بالله نزار ، بن المعز لدين الله أبي تميم معد ، بن

الصفحة 104