كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
وركب الحسن بن عمار في كتامة إلى الجبل ، وتبعه وجوه الدولة فصار في عدد كثير وفتح برجوان خزائن السلاح وفرقها ، على الغلمان وغيرهم ، وأحدقوا بالقصر ، فبرز منجوتكين وفارحتكين وينال الطويل في خمسمائة فارس من الأتراك ، ووقعت الحرب بينهم وبين الحسن بن عمار إلى وقت الظهر من يوم الخميس سلخ شعبان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، فانهزم ابن عمار ، ورجعت العامة إلى داره فنهبوها ونهبوا خزائنه ؛ واستتر عند بعض العوام وتفرقت عنه جموعه . وفتح برجوان باب القصر ، وأجلس الحاكم ، وأوصل إليه الناس ، وجدد له البيعة على الجند ، فلم يختلف إليه أحد ، وكتب الأمانات لوجوه كتامة وقواد الديلم وراسلهم بما يطيب قلوبهم فأتوه ، واستقام أمر برجوان وكتب إلى أهل دمشق يطيب قلوبهم ويأمرهم بالقيام على سليمان والإيقاع به ، فثار أحداث دمشق وقصدوا دار أميرها سليمان ، فوجدوه وقد التهى بالشرب وانهمك على لذاته ، فهرب على ظهر فرسه ونهبت خزائنه وأمواله ، وجعل برجوان الحسين بن القائد جوهر قائد القواد ، وبعث جيش بن محمد بن الصمصامة إلى دمشق ، وتلطف في إخراج الحسن بن عمار من استتاره ، فخرج ، فأعاد برجوان عليه ما كان بيده من الإقطاعيات وحلفه ألا يخرج من داره .
وفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة عصى أهل صور على الحاكم بسبب فتنة برجون وابن عمار وقتلوا جماعة من جند المصريين ، وثار بعض الملاحين من أهلها ، ويعرف بالعلاقة ، فملك البلد .
وثار مفرج بن دغفل الجراحي بالرملة ونهبها .
فندب برجون إلى الشام أبا الحسن عبد الصمد ابن أبي يعلى ، وضم إليه عسكراً ، فسار من القاهرة لأربع عشر ليلة خلت من ذي القعدة ، سنة ثمان وثمانين ، فلما وصل إلى الرملة حضر إليه من جند الساحل خمسة آلاف فارس ، ووجد سليمان بن