كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 109 """"""
جعفر بن فلاح بها فقبض عليه وسيره إلى مصر ، وسير إلى صور أبا عبد الله الحسن بن ناصر الدولة وياقوت الخادم ومن معه من عبيد الشراء ، فوقعت الحرب بينهم وبين أهل صور ، ثم طلبوا الأمان فأمنوا ، وأسر العلاقة الثائر ، وكان قد استنصر بالروم ، فسلخ وهو حي ، وحشي جلده تبناً وصلب . وكان قد ضرب على الدينار بصور عز بعد فاقة ، وشطارة بلباقة ، للأمير العلاقة .
وفيها في شعبان ورد الخبر بفتح إنطاكية على يد الأمير جيش بن محمد بن الصمصامة .
ذكر قتل برجوان الخصي
كان مقتله في ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة . وسبب ذلك أنه كان لفرط إشفاقه على الحاكم منعه من الركوب خوفاً عليه ، ومنعه من العطاء لغير مستحق ، فثقل على الحاكم ، ولم يبق للحاكم في الأمر غير الاسم ، واستبد برجوان بالأمر ، وكان عند الحاكم خادم اسمه ريدان الصقلبي كان قد اختص به وأنس إليه ، فشرع في إغراء الحاكم على برجوان ، وكان من جملة ما قال : إن هذا ليقصد أن يفعل بك كما فعل كافور الإخشيدي مع أولاد سيده ، فباطن الحاكم الحسين بن جوهر قائد القواد على قتل برجوان ، ووعده أن يفوض إليه تدبير الأمر بعده ، ثم ركب الحاكم وبرجوان في بعض الأيام إلى بستان اللؤلؤة على عادته ، فمال عليه ريدان بسكين فضربه بها في ظهره وأخرجها من صدره ، فقال برجوان للحاكم : غدرت ، فزعق على الخدام فاحتزوا رأسه ، فانزعج الناس لذلك ولبسوا السلاح ، فسبق الحاكم فدخل القصر ، وحضر شكر الخادم والجند ظناً منهم أن الحسن بن عمار تمم على الحاكم حيلة ، فلما رأى الحاكم ذلك تراءى للناس فترجلوا وقبلوا الأرض ، وسكنت الفتنة ،