كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
ذكر مسير إسحاق بن كنداجق ومحمد بن أبي الساج إلى الشام
قال المؤرخ : لما توفي أحمد بن طولون كان إسحاق بن كنداجق على الموصل والحيرة ، وابن الساج على أرمينية والجبال ، فطمعا بالشام ، واستصغرا أولاد ابن طولون ، فكاتبا الموفق واستمداه ، فأمرهما بقصد الشام ، ووعدهما بإنفاذ الجيوش ، فجمعا وقصدا ما يجاروهما ، من البلاد فاستوليا عليها ، وأعانهما نائب دمشق الذي كان من قبل أحمد بن طولون ووعدهما بالانحياز لهما ، وأظهر العصيان ، واستولى إسحاق على حلب وحمص وإنطاكية ودمشق .
فلما انتهى الخبر إلى أبي الجيش خمارويه ندب العساكر المصرية إلى الشام ، فملكوا دمشق ، وهرب نائبها ، وسار عسكر خمارويه ، من دمشق إلى شيزر لقتال إسحاق وابن أبي الساج ، فطاولهم إسحاق ينتظر المدد من العراق ، وهجم الشتاء على الطائفتين ، وأضر بأصحاب خمارويه ، فتفرقوا في المنازل بشيزر ، ووصل العسكر العراقي إلى ابن كنداجق ، وعليهم أبو العباس أحمد بن الموفق وهو المعتضد بالله ؟ فلما سار مجداً وصل إلى عسكر خمارويه بشيزر ، فكبسهم في المنازل ووضع فيهم السيف ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وسار من سلم منهم إلى دمشق على أقبح صورة ، فسار المعتضد إليهم ، ففارقوا دمشق وتوجهوا إلى الرملة ، وأقاموا بها ، ودخل أبو العباس المعتضد إلى دمشق في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين . وكتب عسكر مصر إلى خمارويه ، فخرج من مصر بعساكره .
؟
ذكر وقعة الطواحين
وفي سنة إحدى وسبعين ومائتين كانت وقعة الطواحين بين أبي العباس

الصفحة 11