كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 110 """"""
ثم فتح الحاكم القصر واستدعى أكابر الناس وقال لهم : أنكرت علي برجوان وقتله ، واستدعى الحسين بن جوهر وأمره بصرف الناس إلى منازلهم فصرفهم .
وركب مسعود الحاكمي إلى دار برجوان فأحاط على ما فيها ، وكان من جملة ما وجد ألف سروال ديبقي بألف تكة حرير ، وناهيك بموجود يكون هذا من جملته .
و إلى برجوان هذا تنسب حارة برجوان التي بالقاهرة .
واستقر الحسين بن جوهر في تدبير أمور الدولة في ثالث جمادى الأولى من السنة .
وقتل في أثناء الفتنة الحسن بن عمار الكتامي ، وتوفي جيش ابن محمد بن الصمصامة أمير الشام بدمشق في ثالث عشر ربيع الأول منها ، وندب الحاكم لولايتها القائد تميم بن إسماعيل المعزي الملقب بفحل .
ذكر ما شذ به الحاكم بأمر الله وأمر به من الأمور الدالة على اضطراب عقله بعد أن استقل بالأمر بمفرده
.
كان أول ذلك أنه نهى في سادس شهر رجب سنة تسعين وثلاثمائة أن يخاطب الناس بعضهم بعضاً بسيدنا أو مولانا ، وألا يخاطب بذلك غيره . وفي إحدى وتسعين ، في شهر محرم ، أمر أن تزين مصر ويفتح الناس دكاكينهم ليلاً ، ولازم ركوب الخيل بالليل ، وكثر ازدحام الناس ، وصار البيع بالليل أكثر من النهار ، وأكثر الناس الوفود . وغلب النساء على أزواجهم على الخروج ، فأمر في رابع عشر الشهر ألا تخرج امرأة من العشاء لهذا السبب ، فلم يخرجن بعد أمره . وفي سنة ثلاث وتسعين حصل للحاكم مرض المانخوليا ، فأخذ في قتل أرباب الدولة وذوي المناصب وغيرهم ، وصدر عنه الأفعال 53 ما نذكره إن شاء الله تعالى بتواريخه على حكم السنين .
ذكر بناء الجامع المعروف باسم راشده
كان ابتداء عمارته في سابع شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، وكان سبب إنشائه أن أبا منصور الزيات الكاتب زرع هذا الموضع وبنى للنصارى فيه كنيسة فرفع أمره للحاكم ، فأمر بهدم الكنيسة وأن يجعل موضعها مسجداً ، ثم أمر

الصفحة 110