كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 111 """"""
بالتوسعة فيه ، فخربت مقابر اليهود والنصارى ، وجمع فيه الجمعة لليلتين بقيتا من الشهر ، وبنى فيه منبر من الطين ، وصلى فيه ابن عصفورة القارئ ثم ظهر بعد ذلك أن المحراب وضع على غير صحة فهدم ما كان من ارتفاع البناء ، ثم بني عليه ما هو عليه الآن .
ذكر بناء الجامع المعروف بالحاكم الذي هو باب النصر وباب الفتوح بالقاهرة
قد ذكرنا أن العزيز بالله كان قد اختطته في سنة ثمانين وثلاثمائة ، ومات العزيز بالله ولم تكمل عمارته ، فلما كان في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، لليلتين بقيتا من جمادى الأولى ، أمر الحاكم بالله إتمامه ، وقيل إن الوزير يعقوب بن كلس ، وزير العزيز ، هو الذي بدأ بعمارته وقدر له أربعين ألف دينار ، فاخرج له خمسة آلاف دينار ومات ولم يكمل ، فابتدأ بعمارته في هذا التاريخ .
وفي هذه السنة قتل الحاكم مقداد ابن حسن كاتب جوهر ، ضرب عنقه وأحرق بالنار ، وفيها لليلتين خلتا من ذي الحجة قتل ريدان الصقلبي الخادم ، وكان خصيصاً به مكيناً عنده ، وإليه ينسب الريدانية التي هي بظاهر القاهرة خارج باب النصر ، وفيها قتل منجمه العكبري صاحب الرصد الحاكمي وكان شديد الاختصاص به ، ونادي مناديه بإباحة دم المنجمين ، وأنهم كفار ، فهربوا فلم يبق بالديار المصرية منجم .
وفي سنة أربع وتسعين وثلاثمائة ، اشتدت السوداء على الحاكم ، فصار يركب في الهاجرة حمارة بلقاء والسياف بين يديه ، فيقتل من يخطر بخاطره قتله . فقتل خلقا كثيرا وغرق وأحرق ، حتى قتل اركابية وأصحاب الستر والوزراء والقضاة واستمر به هذا الحال

الصفحة 111