كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 112 """"""
وفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائةفي رابع عشري المحرم قرئ سجل من الحاكم بمنع الملوخية والمتوكلية والترمس المعفن والدليس وعمل الفقاع ، وعن ذبح البقر ، وألا يدخل أحداً المنبر إلا بمئزر ولا تكشف امرأة عن وجهها في طريق ولا خلف جنازة ، وألا يباع من السمك ما ليس له قشر ، وفي رابع صفر منها كتب على المساجد بسب الصحابة رضي الله عنهم ، وعلى حيطان الشوارع والقياسر ، ثم نهى عن ذلك سبع وتسعين ، وأمر اليهود والنصارى إلا الحبابرة بلبس السواد ، وأن يحمل النصارى الصلبان على أعناقهم ، وأن يكون طول الصليب ذراعاً وزنته عشرة أرطال ، وعلى أعناق اليهود قوامي الخشب والجلاجل ، وألا يركبوا شيئاً من المراكب المحلاة ، وأن يكون ركبهم من الخشب وألا يستخدموا أحداً من المسلمين ولا يركبوا حماراً لمكار مسلم .
وفي سابع عشري صفر منها نودي بالقاهرة ألا يخرج أحداً بعد عشاء المغرب إلى الطريق ولا يظهر بها .
وفي سادس عشر شهر ربيع الآخر منها أمر بقتل الكلاب فقتلت عن آخرها .
وفي تاسع عشر جمادى الآخرة فتحت دار بالقاهرة وسميت دار الحكمة ، وجلس فيها الفقهاء وحملت إليها الكتب من خزائن القصور ، ونسخ الناس من الكتب ما اختاروه ، وجلس فيها القراء والفقهاء والنحاة واللغويون ، والأطباء والمنجمون ، بعد أن فرشت وزخرفت ، وعلقت الستور ، على جميع أبوابها وممراتها ، وجعل لها قوام وخدام ، وحصل في هذه الدار من الكتب والخطوط المنسوبة ما لم ير مثله ، وأجريت بها الأرزاق ، وفي هذه الشهر منع الناس من العبور إلى القاهرة ركاباً مع المكارية ، ومنع من