كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 113 """"""
الجلوس على باب الزهومة إلى أقصى الباب المعروف بباب الزمرد .
وفي سنة ست وتسعين وثلاثمائة ، ركب الحاكم في موكبه ومعه أرباب دولته فمر على الموضع الذي يباع فيه الأحطاب وقد تراكمت الأحطاب فيه بعضها على بعض ، فوقف وأمر أن تؤجج النار في بعضها ، ثم أمر بقاضي القضاة بمصر ، وهو الحسين بن النعمان ، فأنزل عن دابته ورمي به في تلك النار حتى هلك ، ولم يتقدم له مقدمة توجب ذلك ، ثم مرّ كأن لم يصنع شيئاً .
ذكر أبي ركوة وظهوره وما كان من أمره إلى أن قتل
كان ظهوره في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، وأدعى أنه الوليد بن هشام بن عبد الملك بن عبد الرحمن الأموي ، وتلقب بالثائر بأمر الله ، والمنتقم من أعداء الله ، ونحن الآن نذكر أخباره وابتداء أمره ، وكيف تنقلت به الحال إلى أن كان منه ما نذكره إن شاء الله تعالى . كان مولده في الأندلس ونشأ بها بحال سيئة يجوب البلاد إلى أن وصل إلى القيروان ، ففتح فيها مكتباً يعلم الصبيان فيه القرآن ، ثم توجه منها إلى الإسكندرية ، ومنها إلى مصر فأقام بها وبأريافها يعلم الصبيان ، ثم توجه إلى الفيوم وعلم بها الصبيان أيضاً ، وعاد إلى مصر ، وخرج إلى سبك الضحاك فنزل به على رجل يعرف بأبي اليمن ، ثم نزل بقرنفيل وسار منها إلى البحيرة فنزل على بني قرة ، وكان