كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 115 """"""
ذكرنا ، وأتبعه ، فبلغه أنه وصل إلى بلاد النوبة فكتب إلى متملكها يقول إن عدو أمير المؤمنين الحاكم في بلادك ، وكتب إلى صاحب الجبل وهو نائب صاحب دنقلة ومقره ببلد الدو فيما بين دنقلة وأسوان ، وندب الفضل من العسكر من توجه لقبضه ، وكان المساعد على مسكه الشيخ أبو المكارم هبة الله ، شيخ بني ربيعة وقيل أنه وجد في دير يعرف بدير أبي شنودة في أطراف النوبة ، فمسك ، وكان الطعن به في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وثلاثمائة .
وعاد القائد فضل إلى القاهرة فوصل إلى بركة الجيش في يوم الجمعة ، النصف من جمادى الآخرة منها ، وتلقاه أكابر الدولة الحاكمية ، وركب في سابع عشر الشهر وأبو ر كوة على جمل وعلى رأسه طرطور ، وطيف به على هذه الصفة وخلفه قرد يصفعه ثم صلب 55 وضربت عنقه وجهزت إلى البلاد .
ونفل بعض المؤرخين أنه لما اعتبرت الأكياس التي خرجت مع القائد فضل للقاء أبي ركوة ، وكان زنتها فوارغ خمسة وعشرين قنطاراً ، وقيل إن جملة ما انفق ألف دينار والله أعلم .
وفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة أمر الحاكم بقتل أصحاب الأخبار حيثما وجدوا ، وذلك أن كان قد قتل خلقاً كثيراً لسعايتهم ، ثم أطلع على خيانتهم وأنهم صيروا ذلك معيشة ، فقتلهم عن أخرهم .
وفيها أمر بهدم كنيسة قمامة بالبيت المقدس ، فكتب ابن خيران صاحب ديوان الإنشاء في ذلك خرج أمر الإمامة بهدم كنيسة قمامة ، فليصير طولها عرضاً ، وسقفها أرضاً .

الصفحة 115