كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 116 """"""
وفي سنة ثمان وتسعين أيضاً ، في سابع عشري شعبان ، عزل القائد حسين بن جوهر عن جميع ما كان يتولاه ، وكتب سجل بتولية صالح بن علي بن صالح الروزباري فانصرف الحسين إلى داره وأمر بلزومها ، ثم خلع عليه وركب في رابع جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة .
وفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، في يوم الجمعة التاسع من شهر رمضان ، حضر الناس إلى القصر وقرئ سجل صالح بن علي لقب فيه بثقة الثقات للسيف والقلم ، وخلع عليه ، وقيد بين يديه بغلات وخيل .
وفيها مرض الحاكم فداواه بن معشر ، فأعطاه عشرة آلاف دينار .
وفيها سخط الحاكم على وزيره ابن المغربي وقتله ، وقتل أخاه وابنه ، وهرب ابنه الآخر إلى الشام ، وفيها في تاسع ذي الحجة أمر الحاكم بهدم كنائس القنطرة التي في طريق المقس وكنائس حارة الروم ، فهدم جميع ذلك .
وفي سنة أربعمائة ، في يوم الخميس حادي عشر شهر رمضان ، جمع الأولياء . وأصحاب الدواوين في صحن الإيوان بالقصر ، وخلع على أبي نصر بن عبدون ، وقرئ سجله ، ولقب بالكافي ، وولي مكان صالح بن علي بن صالح الروزباري ، وكانت مدة ولاية صالح سنتين وأربعة عشر يوماً .
ذكر خروج آل الجراح على الحاكم ومتابعتهم لأبي الفتوح الحسن بن جعفر الحسني وما كان من أمرهم
كان سبب ذلك أن نصر بن عبدون كان بينه وبين بني المغربي عداوة متمكنة ، فسعى بهم عند الحاكم وأغراه ، إلى أن أمر بضرب أعناقهم ، وذلك في ثالث ذي القعدة سنة أربعمائة ؛ فقتل أخوي الوزير وولده وثلاثة من أهل بيته ، واستتر الوزير أبو القاسم بن المغربي وهرب إلى الشام ، في تاسع ذي القعدة منها ، والتجأ إلى حسان بن المفرج بن دغفل الجراح ، واستجار به فأجاره ؛ وانشده عند دخوله عليه :
أما وقد خيمت وسط الغاب . . . فليقسون على الزمان عتابي
يترنم الفولاذ دون مخيمي . . . وتزعزع الخرصان دون قبابي
وإذا بنيت على الثنية خيمة . . . شدت إلى كسر القنا إطنابي

الصفحة 116