كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 118 """"""
ولما ورد أمان الحاكم على أبي القاسم وهو مقيم عند بني الجراح أجابه برسالة وضمن لها بيتين :
وأنت وحسبي أنت ، تعلم أن لي . . . لساناً أمام المجد يبني ويهدم وليس كريماً من تباس يمينه . . . فيرضى ، ولكن من يعض فيحلم
وسأل آل الجراح أن يجهزوه إلى العراق فجهزوا معه من أخرجه من بلاد المغاربة ؛ وعاد بنو الجراح إلى طاعة الحاكم ، وأقام ابن المغربي بالعراق إلى أن توفي بميافارقين في سنة ثمان عشرة وأربعمائة ، وحمل إلى الكوفة فدفن فيها ، ولما فارق آل الجراح قدم بغداد وتقلد الوزارة لمشرف الدولة بن بويه كما ذكرنا في أخبار الدولة البويهية .
ذكر تفويض السفارة والساطة لأحمد بن محمد القشوري وقتله
وفي سنة إحدى ومائة في يوم الخميس رابع المحرم استدعى الحاكم الناس على طبقاتهم إلى القصر فركبوا معه إلى خارج باب الفتوح ، ثم عاد إلى قصره وأمر من مكان بالموكب بالنزول إلى القصر ، فنزلوا وحضروا في الإيوان ، فخرج من عند الحاكم خادم فاخذ بيد أحمد بن محمد المعروف بالقشوري الكاتب وأخرجه من بين القوم ، ثم عاد القشوري وقد خلع عليه وبيده سجل ، فأخذه أبوعلي العباسي الخطيب وقرأه على الناس ، فإذا هو يتضمن تقليده السفارة والوساطة بين الناس والحاكم ، وتفويض الأمور إليه ، وصرف ابن عبدون ، وأقام القشوري إلى الثالث عشر من الشهر ، فقبض عليه وقت الظهر وهو في مجلس ولايته ، وضربت رقبته ، ولف في حصير ورمي ، فكانت ولايته عشرة أيام ، وكان سبب ذلك إكرامه للقائد حسين بن جوهر وتعظيمه له وكثرة سؤاله الحاكم في معناه .
وفوضت هذه الوظيفة في يوم الأحد رابع عشر الشهر لأبي الخير زرعة ابن