كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 119 """"""
عيسى بن نسطورس النصراني الكاتب ، على عادة من تقدمه ، ولم يخلع عليه إذ ذاك ، ثم خلع عليه في سابع عشر شهر ربيع الآخر منها .
وفي السادس والعشرين منه قرئ بجامع مصر سجل يتضمن النهي عن معارضة الحاكم فيما يفعله ، وترك الخوض فيما لا يعني ، وإعادة حي على خير العمل إلى الآذان ، وإسقاط الصلاة خير من النوم ، والنهي عن صلاة التراويح والضحى .
وفي ثاني عشر شهر جمادى الآخرة دخل قائد القواد حسين بن جوهر ، والقاضي عبد العزيز بن النعمان إلى القصر ، وكان قد خلع عليهما في ثاني صفر ، فلما أرادا الانصراف بعث إليهما زرعة بن نسطورس يقول إن الخليفة يريدكما لأمر يختاره ، فجلسا حتى انصرف الناس ، فقتلا وقتل معهما أبوعلي أخو الفضل بن صالح ، ووقعت الحوطة على دارهم .
وفي سنة إحدى وأربعمائة قامت دعوة الحاكم بالمدائن ، وهي على نصف مرحلة من بغداد ، وخطب له بمدينة الأنبار وقصر ابن هبيرة ، من العراق بدخول مالك بن عقيل بن قراوش بن المقلد في طاعته وإظهار تشيعه ، وذلك أيام الخليفة القادر العباسي ثم بلغ قراوش بن المقلد اختلال الحاكم وقتله أرباب الدولة وأن المانخوليا قد غلبت عليه ، فأعاد الخطبة العباسية .
وفيها قام بدعوة الحاكم بمدينة الجامعين وهي الحلة وما جاورها من العراق الأمير علي بن مزيد الأسدي ، وكان قد هزم خفاجة واستولى على بلادهم وخطب فيها للحاكم .
وفي سنة اثنتين وأربعمائة تاب الحاكم ونهى عن شرب الخمر وعن كل ما يعمل