كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 120 """"""
منه ، كالزبيب والعسل ، ونفى المغاني ، وحرم الملوخية ، ومنع أن تقبل الأرض بين يديه ، وأن تقبل يده ، وأن يخاطب مولانا ، واقتصر على قولهم السلام على أمير المؤمنين .
وفي سنة ثلاث وأربعمائة قطعت كروم العنب بأسرها ورميت إلى الأرض ودرست بالبقر ، وجمع ما كان من الخمر بالمخازن وأريق في البحر ، وفيها كسرت جرار العسل ؛ وأمر اليهود والنصارى بلبس العمائم السوداء إلا الحبابرة ، ومنعوا أن يستخدموا المسلمين ، وأن يركبوا مع المكاريه ، وإذا دخل النصراني الحمام يكون الصليب في عنقه ، واليهودي الجلجل ، ثم أفرد بعد ذلك حمامات النصارى وحمامات اليهود ، وأسلم جماعة من النصارى في شهر ربيع الأول .
وفيها في شهر ربيع الآخر شدد الحاكم على النصارى واليهود في حمل الصلبان ، وأن يكون الصليب في طول ذراع وزنته خمسة أرطال ، فلما اضر ذلك بهم دخلوا في دين الإسلام .
وفيها في شهر رمضان أمر الحاكم ببناء مصلى العيد بسفح المقطم وأحسن بناءه ، وكان قبل ذلك ضيقاً صغيراً ، فهدمه الحاكم وبناه على ما هو عليه الآن .
ذكر هدم كنائس الديار المصرية
وفي العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة أمر الحاكم بهدم جميع الكنائس بالديار المصرية فسأل جماعة من النصارى أن يتولوا هدم كنائسهم بأيديهم وأن يبنوا مساجد ؛ فوهب الحاكم جميع الكنائس بجميع ما فيها من أواني الذهب والفضة وغيرها من الحواصل والمآكل ومالها من رباع وأملاك لجماعة الصقالبة والفراشين والسعدية ، ولم يرد من سأله شيئاً منها ، وكوتب كل متصرف في عمل من الأعمال بهدم ما في علمه من الكنائس ، فهدمت من جميع أعمال الديار المصرية .
وفي ثالث شعر رجب منها قرئ سجل بتحبيس ضياع ومواضع على الفقراء والفقهاء والمؤذنين بالجوامع .
وفي رابع عشر جمادى الآخرة منها أمر الحاكم بعمل رصد بالقرافة ، فنزل القاضي مالك بن سعد واشرف على الرصد وابتدأ بعمله ولم يتم .

الصفحة 120