كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 122 """"""
وعظيم الفادحة وقال : لو أن بسيل ملك الروم دخل مر لما استحسن أن يفعل فيها هذا الفعل ، فغضب الحاكم من كلامه وأمر بقتله ، فقتل .
وفي سنة عشر وأربعمائة أمر الحاكم وولي العهد ، عبد الرحمن بن إلياس بالخروج إلى دمشق والياً عليها ، ثم عزله في شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة .
وفي شهر رجب 58 منها اشتد غضب الحاكم على أهل مصر فأحرق الساحل ، ووقع النهب في الأسواق والقياسر .
وسنذكر إن شاء الله السبب الذي أوجب خروج الحاكم على أهل مصر إلى أن فعل بهم ما فعل .
ذكر غيبة الحاكم بأمر الله وعدمه والسبب الذي نقل في إعدامه ، وشيء من أخباره وسيرته غير ما تقدم
قال المؤرخ : لما كان في آخر ليلة الاثنين السابع العشرين من شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، ركب الحاكم حماره وخرج على جاري عادته ، فأصبح عند قبر الفقاعي بقرافة مصر ورد من كان معه ، ففقد من ذلك الوقت ، ولم يزل الناس يخرجون ويلتمسون رجوعه إلى يوم الخميس سلخ الشهر ، ثم خرج مظفر حامل المظلة في يوم الأحد الثالث من ذي القعدة ومعه جماعة من الأمراء والكتاميين إلى حلوان ، وأمعنوا بالكشف ، فبينما هم كذلك إذ بصروا بالحمار الذي كان الحاكم قد خرج عليه وهو على قرنة الجبل ، وقد ضربت يداه بالسيف فأثر فيهما ، فتتبع الأثر فإذا أثر الحاكم وأثر آخر خلفه وآخر أمامه ، فقصوه حتى انتهوا إلى بركة القصب شرقي حلوان ، فأنزلوا رجلاً من الرجالة فوجد ثياب الحاكم في البركة ، وهي سبع جباب مزررة لم بحل أزرارها ، وفيها أثر السكاكين فعادوا إلى القصر ولم يشكوا بقتله . وأما السبب الذي نقل في إعدامه فقالوا : أن السبب في ذلك أن ست لملك أخت الحاكم وقع بينها وبينه ، فتنكر لها وهم بقتلها ، وكرهت بعض أموراً صدرت منه منها أنه رأى بعض قهارمتها داخلة إلى القصر ، فقال لها : قد سمعت أنكم تجمعون الجموع