كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 128 """"""
أن قتله في سنة خمس وأربعمائة ، لأربع بقين من شهر ربيع الآخر ، وأقام الناس بغير قاض إلى أن ولي أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي العوام في يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادي الآخرة منها إلى آخر وقت .
نقش خاتمه : بنصر العلي الولي ينتصر الإمام أبوعلي .
ذكر بيعة الظاهر لإعزاز دين الله
هو أبو هاشم ، وقيل أبو الحسن ، علي بن الحاكم ، وهو السابع من ملوك الدولة العبيدية ، بويع له بعد أن تحقق الناس عدم الحاكم بأمر الله في يوم الأضحى من سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وأقام الناس منذ فقد الحاكم في سابع عشر شوال منها إلى هذا التاريخ بغير خليفة ، وست الملك ، ابنة العزيز وأخت الحاكم ، تدبر أمور الدولة ، وتسكن الجيوش ، وتفرق الأموال على يد الأمير سيف بن دواس ، ثم جرى بينها وبين العساكر كلام كثير أوجب أنها أخرجت إليهم أبا هاشم هذا وقت الظهر من يوم الأضحى ، فبايعه الناس وازدحموا عليه ، فركب تحت الأرض في السرداب إلى قصر الذهب ، وخرج من بابه إلى العيد ، فأجلسته وقالت : هذا خليفتكم ، فلما رآه ابن دواس قبل الأرض وسلم عليه بالخلافة ، فبايعه الأمراء والأجناد ، ولقب الظاهر لإعزاز دين الله .
وكتبت الكتب لسائر الأعمال بأخذ البيعة ، وجمعت ست الملك الأجناد وأحسنت إليهم ، ورتبت الأمور أحسن ترتيب ، وعدلت عن ولي العهد إلياس بن داود بن المهدي وجئ وبايع والسيف على رأسه ، وحبس ، وكان آخر العهد به ، وكان يشار إلى الخلافة إلى عبد الرحيم بن إلياس ابن أحمد بن المهدي ، فأدخل عليه الشهود وهو يتشحط في دمه فأشهدهم أنه فعل ذلك بنفسه . ثم قضى نحبه وقام ابن دواس بتدبير الدولة هو العزيز

الصفحة 128