كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 129 """"""
عمار بن محمد ، وكانا لا يصدران إلا عن رأي ست الملك عمة الظاهر .
مقتل الحسين بن دواس
قال : لما استقر أمر الظاهر لإعزاز دين الله وسكنت الأحوال خرج من القصر خصي وبيده سيف مجرد ، واستدعى وجوه الدولة ، والوزير في دسته والحسين بن دواس إلى جانبه . فقال الخصي أمر مولانا أن يقتل بهذا السيف قاتل مولانا الحاكم ، فنادوا بالسمع والطاعة فصبه على ابن دواس فقتله ، ولم يختلف اثنان .
وقيل إنه لما قتل في شهر رجب سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، والله أعلم وباشرت السيدة ست الملك للأمور بنفسها وقامت هيبتها عند الناس . وفي ثالث عشر ذي الحجة من السنة ، في اليوم الرابع من بيعة الظاهر ، قرئ لأصحاب الأخبار أنهم لا يعرفون مالا فائدة فيه مما كان ينهى إلى الحاكم .
وفي يوم الاثنين سابع يوم الحجة منها ركب القاضي عبد العزيز بن النعمان ومعه جماعة توجهوا نحو الجبل لافتقاد الحاكم وعادوا .
وفي يوم الخميس لعشرين منه أقيمت المآتم في القصر وسمع الصراخ واتصل بالليل ، وأصبح الناس على وجل ، وأغلقت أبواب القاهرة .
وفي المحرم سنة اثنتي عشرة وأربعمائة سومح بمكس الفقاع ، وكان مبلغه في الشهر سبعمائة دينار .
وفي حادي عشر ذي القعدة ، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، توفيت ست الملك ابنة العزيز ؛ وكان مولدها في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ببلاد المغرب ، وكانت من الدهاة .
وفي سنة أربع عشرة وأربعمائة ظهر ببلاد الفيوم بركة ينصب إليها الماء ، فاستخرج منها سمك بلطي ، ومقدارها أربعة آلاف فدان .
وفي شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربعمائة ورد الخبر بإقامة الدعوة الظاهرية بالموصل والبصرة والكوفة وأعمال المشرق .
وفيها وردت الأخبار أن سنان بن صمصام الدولة وصالح بن مرداس جمعا