كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 13 """"""
وفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين زلزلت مصر في جمادى الآخرة زلزلة شديدة خربت الدور والمسجد والجامع ، وأحصى بها في يوم واحد ألف جنازة .
ذكر اختلاف محمد بن أبي الساج وإسحاق بن كنداجق والخطبة لخمارويه بالجزيرة
وفي سنة ثلاث وسبعين مائتين فسدت الحال بين محمد بن أبي الساج وإسحاق بن كنداجق ، وكانا قبل ذلك متفقين بالجزيرة . وسبب ذلك أن ابن أبي الساج نافس إسحاق في الأعمال وأراد التقدم ، فامتنع إسحاق عليه ، فكاتب محمد بن أبي الساج خمارويه فانضم إليه ، وخطب له بأعماله ، وهي قنسرين ، وسير ولده ديواذاد إلى خمارويه رهينة ، فأرسل خمارويه إلى الشام ، واجتمع هو وابن الساج بنابلس ، وعبر ابن أبي الساج الفرات إلى الرقة فلقيه إسحاق ، وكان بينهما حرب انجلت عن انهزام إسحاق ، واستولى ابن أبي الساج على ما كان معه ، وعبر خمارويه ، الفرات نزل الرافقة ، وانهزم إسحاق إلى قلعة ماردين ، فحصره ابن أبي الساج بها ، وسار عنها إلى سنجار ، وأوقع بطائفة من الأعراب ، وسار إسحاق إلى الموصل فلقيه ابن أبي الساج ببرقعيد ، وكمن له ، واقتتلوا ، فخرج الكمين على إسحاق ، فانهزم وعاد إلى ماردين ، فقوى ابن أبي الساج وظهر أمره ، واستولى على الجزيرة والموصل ، وخطب لخمارويه فيها ، ثم لنفسه من بعده .
وفيها أيضاً ثار السودان بمصر ، وحصروا صاحب الشرطة ، فركب خمارويه بنفسه ، وبيده سيف مسلول ، وقصد دار صاحب الشرطة ، فقتل من لقيه من السودان ، فهزموا ، وكثر القتل فيهم ، وسكنت مصر .

الصفحة 13