كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 130 """"""
العساكر وحشدا العربان لحصار دمشق ، وأنهم حاصروها وقطعوا أشجارها وقتلوا فلاحي الضياع وتقرر الحال أن يقاتل العوام يوماً وعسكر السلطان يوماً ؛ واتصلت الحرب بينهم وقتل جمع عظيم ، وحاصر صالح بن مرداس حلب ؛ واضطربت أحوال الشام بأسره ، وتغلبت الحرب عليه ، وطلب سنان من أهل دمشق ثلاثين ألف دينار ويرتحل عنهم ، فأجابه أهل البلد لذلك ، فمنعهم الشريف ابن الحسن وأشار بنفقتها في عياري البلد ، فأنفقوها وقاتلوا قتالاً شديداً ، فقتل من العرب جمع كثير . وطلب العرب الصلح فأجيبوا إليه ، ثم عادوا إليها في الوقت برأي ابن الجراح .
ووصل الخبر من جهة بني قرة ، عرب البحيرة ، أنهم أقاموا عليهم إنساناً ببرقة ولقبوه بأمير المؤمنين .
وفي الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة اجتمع من العبيد ألف عبد عند سفح المقطم وقصدوا نهب مصر ، فأركب الظاهر لإعزاز دين الله من حفظها ، وأمر أهل مصر بقتل من ظفروا به منهم ، ونهبوا في اليوم الثاني أطراف مصر ، فقاتلهم الناس فانهزموا .
وفي سنة سبع عشرة وأربعمائة جرد الظاهر أمير الجيوش أنوشتكين الدزبري من مصر بعساكر كثيرة لدفع العرب عن الشام ، وخرج الظاهر لتوديعه . وسار في سبعة آلاف فارس غير العرب ، وعيد عيد الأضحى بالرملة ، وجمع العساكر ، فلما بلغ حسان بن مفرج خروجه بعث إلى صالح بن مرداس فأتاه من حلب في بني كلاب ، ووقعت الحرب بينهم بالأقحوانية من عمل طبرية يوم الأربعاء لخمس بقين من شهر