كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 132 """"""
ابن المهدي شيخ القرافة ، وصلى عليه قاضي القضاة وأخذه سبله ، قال واستمرت النوائح تنحن عليه مدة شهر .
وكان كريماً مشتغلاً 62 بملذاته معولاً على وزيره .
ولده أبو تميم معد المستنصر بالله ، وهو الذي ولي الأمر من بعده على ما نذكره . وزراءه ووسائطه : أبو الحسين عمار بن محمد ، أحد وسائط أبيه الحاكم بأمر الله ، إلى أن زال أمره في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ثم قتل ؛ وتولى الوساطة أبو الفتوح موسى بن الحسن ، وذلك في المحرم سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، إلى أن قبض عليه في العشرين من شوال وقيل صبيحته ؛ وتولى الوزارة عميد الدولة أبو محمد الحسن بن صالح الروزباري ، أحد وسائط الحاكم بأمر الله ، ثم عزل في سنة ثماني عشرة وأربعمائة بالوزير القاسم علي بن أحمد الجرجرائي إلى آخر المدة ، ولقب بالوزير الأجل والأوحد صفي الدين ؛ وكان أقطع اليدين ، وتمكن من الظاهر تمكناً عظيماً ، حكى من تمكنه أنه كان بينه وبين خليل الدولة بن العداس عدواه ، فاتفق أن خليل الدولة سأل الظاهر لإعزاز دين الله أن يشرفه بزيارته ببركة الحبش فأجابه الظاهر إلى ذلك وحضر عنده ، فاغتنم ابن العداس الفرصة وجعل يذكر للظاهر مثالب الوزير . فسد عليه الظاهر مسامعه وقال لابن العداس : أني وإن رعيت حق تشريفي إياك بزيارتي فما أترك حق من أرتضيه لوزارتي ، ولا بد أذكر له طرفاً من ذلك ، فاذكر خيراً لأحكيه له . فرجع عن ذكر مثالبه وأثنى عليه ، فذكر الظاهر للوزير عنه خيراً ، فكان ذلك سبب الصلح بينهما ، وسنذكر إن شاء الله تعالى أخبار الوزير الجرجرائي مستوفاة عند ذكر وفاته في سنة ست وثلاثين في أخبار المستنصر .
ذكر بيعة المستنصر بالله
هو أبو تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله أبي هاشم علي ، بن الحاكم بأمر

الصفحة 132