كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 136 """"""
الأمر إلى أن حاربهم أولياء الدولة ، وركب الوزير ، فأخذوا جميعاً وصلبوا أحياء ورشقوا بالسهام حتى هلكوا . [ ومن جملتهم محمد لن عاني الكتامي أحد دعاته ] .
ذكر وفاة الوزير صفي الدين أبي القاسم أحمد بن علي الجرجرائي وشيء من أخباره
كانت وفاته لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، 64 وأوصى أن يدفن في داره في المكان الذي كان يجلس فيه ، فأخرج وصلى المستنصر عليه في الإيوان ، وأعيد إلى داره فدفن بها ، ثم نقل إلى تربته في القرافة .
وكانت وزارته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر وثمانية عشر يوماً وهذه النسبة إلى جرجرايا ، قرية من قرى العراق .
قدم إلى مصر هو وأخوه أبو عبد الله محمد ، فتنقلت به الحال إلى أن خدم في الصعيد ، فكثرت المرافعات في أيام الحاكم ، فاعتقله في شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعمائة ، ثم أمر بقطع يده ، فأخرج اليسار عوضاً عن اليمين ، فقطعت ، فقيل للحاكم فقال : إنما أنا أمرت بقطع يمينه ؛ وأمر بقطع اليمين ، فقطعت على باب القصر المعروف بباب البحر ، وهو الباب الذي مقابل دار الحديث الكاملية في وقتنا هذا . وكان قطعهما في ثامن عشر شهر ربيع الآخر منها . قال : ولما قطع الحاكم يديه مضى من وقته وجلس في ديوانه ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن أمير المؤمنين أدبني وما صرفني . فبلغ الحاكم ذلك ، فأمر باستمراره ، ثم صرفه وولاه ديوان النفقات في سنة ست وأربعمائة ، ثم رتب أن يكون واسطة في نظر الدواوين مع أبي عبيد الله محمد بن العداس ، في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ثم وزر للظاهر لإعزاز دين الله في سنة ثماني عشرة وأربعمائة ، فاستكتب أبا الفرج البابلي وأبا علي الرئيس . وكان القاضي أبو عبد الله القضاعي صاحب كتاب الشهاب يكتب عنه

الصفحة 136