كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 137 """"""
العلامة وهي الحمد لله شكراً لنعمه ، وكانت أيامه تسمى الأعراس لطيبها ، وضبط الأمور أحسن ضبط واستعمل الأمانة التامة ، وتمكن في الدولة الظاهرية ، على ما قدمناه .
قال : وهجاه جماعة من الشعراء . فمن ذلك قول أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجلبي المعروف بالفكيك ويعرف بجاسوس الفلك :
يا جرجرائي اتئد . . . وارفق ودع عنك التحامق
أزعمت أنك الثقا . . . ة فهبك فيما قلت صادق
أعلى الأمانة والتقى . . . قطعت يداك من المرافق
قال : ولما مات أوصى أن تفوض الوزارة بعده لأبي نصر صدقة بن أبي الفضل يوسف ابن علي الفلاحي ، فخلع عليه خلع الوزارة ، وكان يهودياً ، ولقب بالوزير الأجل تاج الرئاسة فخر الملك مصطفى أمير المؤمنين ، ثم أسلم بعد الوزارة .
ذكر مقتل أبي سعيد التستري وعزل الوزير وقتله ووزارة ابن الجرجرائي
وفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قتل أبو سعيد التستري اليهودي ، وكان يتولى ديوان والدة المستنصر . وذلك أنها كانت جاريته ، فأخذها الظاهر منه واستولدها فولت المستنصر بالله . فلما أفضت الخلافة إلى ولدها فوضت إليه أمر ديوانها ، فعظم أمره وانبسطت كلمته بعد وفاة الجرجرائي الوزير حتى لم يبق للوزير الفلاحي معه إلا اسم الوزارة ، فدبر الفلاحي في قتله فقتل .
وقيل بل كان السبب في قتله أن عزيز الدولة ريحان الخادم كان قد خرج في هذه السنة إلى بني قرة ، عرب البحيرة ، لما افسدوا في البلاد ، فظفر بهم وقتل منهم ، وعاد إلى القاهرة وقد عظم قدره وزاد إدلاله فثقل أمره على أبي سعيد .
واستمال المغاربة وزاد في أرزاقهم ونقص من أرزاق الأتراك ومن ينضاف إليهم ، فجرى بين الطائفتين حرب بباب زويلة .

الصفحة 137