كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 138 """"""
ومرض إثر ذلك عزيز الدولة ومات فاتهم سعيد أنه سمه ، فلما كان في يوم الأحد لثلاث خلون من جمادى الأولى ركب أبو سعيد من داره في موكب عظيم وتوجه إلى القصر على عادته ، فاعترضه ثلاثة الغلمان الأتراك واختلطوا بالموكب وقتلوه ، فاجتمعت الطوائف إلى المستنصر بالله وقالوا : نحن قتلناه ، وقطع لحمه ، فاشترى أهله ما وصلوا إليه من أعضائه ، وأحرق ما بقي ، وضم أهله ما اشتروه منه في تابوت وغطوه بستر ، وأوقدوا أمام التابوت الشموع ووضعوه في بيت مفرد ، وزروا البيت بالستور ، فوصل لهب النار إلى بعض الستور فاحترق ، وقويت النار فأحرقت التابوت بما فيه .
قال : وكان التستري قد زاد أذاه في حق المسلمين حتى كانوا يحلفون : وحق النعمة على بني إسرائيل .
ولما قتل ولي مكانه في نظر ديوان والدة المستنصر بالله أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازوري .
وحقدت والدة المستنصر بالله 65 على الوزير الفلاحي وتحققت أنه تسبب في قتله فقبضت عليه وصرفته عن الوزارة هذه السنة ، واعتقلته بخزانة البنود ، ثم قتل بعد ذلك أبو منصور صدقه ودفن في خزانة البنود ، وذلك سنة أربعين وأربعمائة .
ووالد هذه الوزير هو أبو الفضل يوسف بن علي الذي هجاه الواساني بقصيدته المشهورة التي أولها :
يا أهل جيرون هل لسامركم . . . إذا استقلت كواكب الحمل
وقد أوردنا أكثر هذه القصيدة في الباب الثاني من القسم الثالث من الفن الثاني .
ولما قبض عليه ولي الوزارة أبو البركات الحسين بن محمد بن أحمد

الصفحة 138