كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 139 """"""
الجرجرائي ، ابن أخي الوزير صفي الدين .
وفي سنة أربعين وأربعمائة صرف ناصر الدولة الحسن بن حمدان عن ولاية دمشق وأحضر تحت الحوطة وولي مكانه القائد طارق ، ثم أطلق ابن حمدان في سنة إحدى وأربعين . وفي سنة إحدى وأربعين صرف أبو البركات الحسين بن الجرجرائي عن الوزارة ونفي إلى صور واعتقل بها ، ثم أطلق ، فسار إلى دمشق . ونظر في الدواوين بعده عميد الدولة أبو الفضل صاعد بن مسعود . ثم فوضت الوزارة لأبي محمد بن علي بن عبد الرحمن اليازوري .
وفي سنة ثلاث وأربعين أظهر المعز بن باديس الصنهاجي ، صاحب إفريقية ، الخلاف على المستنصر بالله ، وقد ذكرنا سبب ذلك في أخبار ملوك إفريقية ، وكتب المعز إلى بغداد ، فأجيب عن رسالته على لسان رسول من بغداد ، يعرف بأبي غالب الشيرازي ، وسير إليه صحبته عهداً بالولاية ولواء أسود وخلعه فاجتاز أبو غالب ببلاد الروم فقبض عليه صاحب القسطنطينية وبعثه إلى المستنصر بالله ، فقدم الرسول إلى مصر وهو مجرس على جمل ، وحفر بين القصرين حفرة ، وحرق فيها العهد والخلع واللواء .
وفيها في ذي القعدة عصى بنو قرة ، عرب البحيرة ، على المستنصر بالله ، وكان سبب ذلك إن الوزير اليازوري قدم عليهم رجل يقال له المقرب ، فنفروا منه واستعفوا