كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 14 """"""
ذكر الاختلاف بين خمارويه ومحمد ابن الساج والحرب بينهما
.
وفي سنة أربع وسبعين ومائتين خالف محمد بن أبي الساج على خمارويه ، فسار خمارويه إلى الشام ، فقدمها في آخر السنة ، وسار ابن أبي الساج إليه ، فالتقوا عند ثنية العقاب ، على مرحلة من دمشق إلى حمص ، واقتتلوا في المحرم سنة خمس وسبعين ، فانهزمت ميمنة خمارويه ، وأحاط عسكر بابن أبي الساج ، فانهزم واستبيح عسكره .
وكان فد خلف بحمص أموالاً كثيرة ، فندب خمارويه إليها قائداً من قواده في جيش جريدة ، فسبقوا ابن أبي الساج إليها ومنعوه من الدخول والاعتصام بها واستولوا على أمواله التي بها ، فمضى إلى حلب ، ومنها إلى الرقة ، فتبعه خمارويه ، ففارقها . وعبر خمارويه الفرات وسار في أثره ، فوصل إلى مدينة بلد ، وسبقه إليها ابن أبي الساج إلى الموصل ، ثم فارقها إلى الحديثة ، وأقام خمارويه ببلد ، وعمل له سرير طويل الأرجل ، وكان يجلس عليه في دجلة .
ذكر الدعاء لخمارويه بطرسوس
في سنة سبع ومائتين دعا يازمان بطرسوس لخمارويه . وسبب ذلك أن خمارويه أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار ، وخمسمائة ثوب ، وخمسمائة مطرف ، وسلاحاً كثيراُ فلما وصل ذلك إليه ، دعا له ، ثم وجه إليه خمسين ألف دينار ، ثم توفي يازمان في جمادى الآخرة سنة ثماني وسبعين ، فخلفه ابن عجيف ، وكتب إلى خمارويه بوفاة يازمان ، فأقره على ولاية طرسوس ، وأمده بالخيل والسلاح والذخائر ، ثم عزله ، واستعمل ابن عمه محمد بن موسى بن طولون .
ذكر الفتنة بطرسوس
وفي سنة ثمان وسبعين ومائتين ثار الناس بطرسوس بالأمير محمد بن موسى ، فقضوا عليه ، وسبب ذلك أن الموفق كان له خادم من خواصه يقال له راغب ، فلما

الصفحة 14