كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 140 """"""
منه ، فلم يجب الوزير سؤالهم ، ثم دخلوا على الوزير وطالبوه بواجبهم ، واغلظوا له في القول ، فتوعدهم باستئصال شأفتهم ، ففارقوه وأظهروا العصيان ، واجتمعوا بالجيزة في جمع كثير ، فندب الوزير عسكراً لقتالهم فكسروه ، فندب عسكراً ثانياً فهزمهم وقتل منهم قتلى كثيرة ، وحمل إلى الخزانة المستنصرية من أموالهم جملة عظيمة ، فهربوا إلى برقة .
وفي سنة ثمان وأربعين بعث المستنصر بالله ووزيره اليازوري خزائن الأموال إلى أبي الحارث أرسلان البساسيري ليقيم الدعوة المستنصرية في بغداد واستنفد ما كان بالقصر من الأموال ، وكان من أمر البساسيري وقيامه ، والخطبة للمستنصر ببغداد سنة خمسين وأربعمائة ، ورد الخبر إلى مصر فزينت القاهرة .
وكان عند المستنصر مغنية تغني بالطبل ، فدخلت عليه وغنته في ذلك اليوم :
يا بني العباس ردوا . . . ملك الأمر معد
ملككم ملك معار . . . والعواري تسترد
فقال لها : تمني . فقالت أتمنى الأرض المجاورة للمقسم ، فقال : هي لك . فعرفت الأرض بأرض الطبالة إلى وقتنا هذا .

الصفحة 140