كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 141 """"""
ذكر القبض على الوزير أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن اليازوري وقتله وشيء من أخباره
وفي المحرم سنة خمسين وأربعمائة سعي بالوزير المذكور عند المستنصر بالله أنه كاتب السلطان طغرلبك السلجوقي وحسن له قصد الديار المصرية ، فقبض عليه وجهزه إلى تينس ، ثم أمر بقتله ، فقتل في الثاني والعشرين من صفر منها ، وكان من أكابر وزراء ملوك هذه الدولة .
قال المؤرخ : كان والد اليازوري قاضي يازور ، وهي قرية من أعمال الرملة ، فلما توفي خلفه ولده الحسين المذكور ، ثم عزل عنها ، فقدم إلى مصر وسعى في إعادته لحكم يازور ، فرأى من قاضي مصر إطراحاً لجانبه ، فصحب رفق المستنصري - وكان خصيصاً بوالدة المستنصر ، فكلم القاضي في أن يسمع قوله بمصر ففعل ، فلما قتل أبو سعيد التستري أشار رفق على والدة المستنصر أن يكون اليازوري وزيرها ، فرتبته في وزارتها ، فخافه الوزير أبو البركات الجرجرائي أن يلي الوزارة ، فسعى له في الحكم ليشغله عن الوزارة ، فامتنع اليازوري من ذلك ، فأشارت عليه والدة المستنصر بقبول الولاية فقبل ، ولم تمض مدة يسيرة حتى صرف ابن الجرجرائي عن الوزارة وفوضت الوزارة إلى اليازوري مضافة لما بيده من قضاء القضاة وديوان والدة المستنصر بالله .
قال القاضي أبو الحسين أحمد الأسواني في تاريخه : حدَّثني القاضي إبراهيم بن مسلم الفوي قال : شهدت خطير الملك ، ولد اليازوري الوزير ، وكان قد ناب عن والده في قضاء القضاة والوزارة وغير ذلك ، وسار إلى الشام بعساكر عظيمة فاصلح أمره . ورأيته بعد ذلك بمسجد فوه وهو يخيط للناس بالأجرة وهو في حال شديدة من الفقر والحاجة ، فرأيته ذات يوم وهو يطالب رجل بأجرة خياطة خاطها له ، والرجل

الصفحة 141