كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 142 """"""
يدافعه ويماطله ، وهو يلح في الطلب ، فلما ألح عليه قال له الرجل : يا سيدنا اجعل هذه القدر اليسير من جملة ما ذهب منك في السفرة الشامية ، فقال : دع ذكر الماضي . فسألته عن ذلك فلم يحدثني بشيء ، وسألت غيره فقال : الذي ذهب منه في سفرته في نفقات سماطه ستة عشر ألف دينار .
قال المؤرخ : وكان اليازوري سيئ التدبير ، أوجب سوء تدبيره خروج إفريقية وحلب عن المستنصر بالله . قال : ولما قبض على اليازوري ولي الوزارة بعده صاحبه أبو الفرج عبد الله بن محمد البابلي ، وكان خصيصاً به ، فلما ولي الوزارة بعده سعى في قتل كل السعي ، ويقال أنه جهز إليه من قتله بغير أمر المستنصر ، فلما اطلع على ذلك عظم عليه ، وعزل البابلي في شهر ربيع الأول منها ، واستوزر أبا الفرج محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسين المغربي ، ثم صرفه في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وأعيد البابلي .
وفي سنة خمسين وأربعمائة استعمل ناصر الدولة بن حمدان على ولاية دمشق .
وفي سنة ثلاث وخمسين ، في المحرم ، صرف البابلي عن الوزارة ووليها عبد الله بن يحيى بن المدبر ، ثم صرف في بقية السنة وولي أبو محمد عبد الكريم بن عبد الحاكم بن سعيد الفارقي في شهر رمضان من السنة ، فقال أبو الحسن علي بن يسر الرحمن بن بشر الصقلبي يخاطب ابن المدبر :
لا تجزعن عن الأمور إذا التوت . . . وابشر بلطف مسبب الأسباب
ما كنت إلا السيف ، جرد ماضياً . . . وأقر مذخوراً ليوم ضراب
لله سيرتك التي ما سرتها . . . إلا بقوم سنة وكتاب
شيدت للوزراء يا بن مدبر . . . شرفاً لهم يبقى على الأعقاب

الصفحة 142