كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)
"""""" صفحة رقم 143 """"""
وجمعت بين طهارة الأعراق ، وال . . . خلاق ، والأفعال ، والأثواب
جعل الإله لكل قوم سادة . . . وبنو المدبر سادة الكتاب
وفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة في المحرم توفي الوزير أبو محمد عبد الكريم ، فردت الوزارة إلى أخيه أبي علي أحمد بن عبد الحاكم ، وكان يلي قضاء القضاة ؛ وصرف عن الحكم في صفر ، ثم صرف عن الوزارة ، وقيل أنه صرف عنها بعد سبعة عشر يوماً من ولايته ، وأعبد للبابلي مرة ثالثة في شهر ربيع الأول من السنة ، واستعفى بعد خمسة أشهر ، فاستوزر المستنصر بالله سديد الدولة أبا عبد الله الحسين بن علي الماسكي ، وكان يلي نظر الدواوين بدمشق ، ثم صرف في شوال وأعيد البابلي .
ذكر الفتنة الواقعة التي أوجبت خراب الديار المصرية
كان ابتداء هذه الفتنة في سنة أربع وخمسين وأربعمائة ، وسببها أن المستنصر بالله كان في كل سنة يركب على النجب ومعه النساء والخمر إلى المكان المعروف بجب عميرة ، وهو موضع نزهة ، ويذكر أنه خرج يريد الحج ، على سبيل الاستهزاء والتهكم ، ومعه الخمر في الروايا بدلا من الماء ، يسقيه للناس كما يسقي الماء في طريق مكة 76 ، شرفها الله ، فلما كان في هذه السنة خرج على عادته في جمادى الآخرة ؛ فاتفق أن بعض الأتراك جرد سيفه على سكر منه على بعض عبيد الشراء ، فاجتمع عليه طائفة من العبيد وقتلوه ، فجاء الأتراك للمستنصر وقالوا : إن كان هذا عن رضاك فالسمع والطاعة ، وإن كان عن غير رضاك فلا تصبر عليه ، فأنكر المستنصر ذلك ؛ فاجتمع جماعة من الأتراك وقتلوا جماعة من العبيد ، بعد قتال شديد على كوم شريك ،