كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 28)

"""""" صفحة رقم 15 """"""
مات الموفق اختار راغب الجهاد ، فسار إلى طرسوس على عزم المقام بها ، فلما وصل إلى الشام سير ما معه من دواب وآلات وخيام وغير ذلك إلى طرسوس ، وسار هو جريدة إلى خمارويه ليزروه ويعرفه ما عزم عليه ، فلقي خمارويه بدمشق ، فأكرمه خمارويه وأنس به وأحبه ، فاستحيا راغب أن يطلب منه المسير إلى طرسوس ، فطال مقامه عنده فظن أصحابه أنه قبض عليه ، وأذاعوا ذلك ، فاستعظمه الناس ، وقالوا : يعمد إلى ظن قصد الجهاد في سبيل الله فيقبض عليه ، فشغبوا على أميرهم ، وقبضوا عليه ، وقالوا : لا تزال في الحبس حتى يطلق ابن عمك خمارويه راغباً ، ونهبوا داره ، وهتكوا حرمه .
وبلغ الخبر خمارويه فأطلع راغباً عليه ، وأذن له في المسير إلى طرسوس . فلما دخلها أطلق أهلها أميرهم محمد بن موسى ، فسار عنها إلى البيت المقدس . ولما سار عنها وليها أحمد العجيفي ؛ وكان يليها قبل ذلك .
ذكر زواج المعتضد بابنة خمارويه
ابن أحمد بن طولون
قال : ولما توفي المعتمد على الله وتولى المعتضد بالله بادر خمارويه بالهدايا الجليلة على يد الحسين بن عبد الله بن منصور بن الجصاص الجوهري ، فأقره المعتضد بالله على ما بيده من الأعمال . وسأل خمارويه المعتضد أن يزوج ابنته قطر الندى للمكتفي بالله ولي العهد ، فقال المعتضد بل أنا أتزوجها ، وكان ذلك

الصفحة 15